منذ 5 أشهر
هل اُختِرتَ لإجراء مقابلة عمل؟ رائع، لكن الخطوة المُقبلة قد تكون صعبة ومخيفة بعض الشيء، فمن الآن حتى موعد المقابلة، ستعاني الضغط وكثرة التفكير في كيفية الرد على الأسئلة وعرض مهاراتك، وإظهار مدى ملاءمتك لهذه الوظيفة. ولكن لحسن الحظ، فإن التحضير لمقابلة العمل جيدًا سيجعل المقابلة أسهل بكثير، وسيُشعرك بالهدوء والثقة، مما يزيد من فرصتك في الحصول على الوظيفة.
جدول المحتويات:
عندما تتلقى طلب مقابلة العمل، والذي يحتوي على موعد المقابلة وتاريخها وطبيعتها، فهناك نصيحتين يجب اتباعهما قبل بدء التحضير لمقابلة العمل، هما:
يعني ذلك معرفة جميع المعلومات المتاحة عن الشركة، حتى تتمكّن من الإجابة على أسئلة مسؤول التوظيف بشكلٍ أكثر تخصيصًا وملاءمةً للشركة وتفضيلاتها. تتضمّن المعلومات التي يجب أن تعرفها عن الشركة كلًّا من:
قد تبدو الأسئلة كثيرة بعض الشيء، ولكن إجاباتها لبيست سرًّا، إذ يمكنك الوصول إليها من خلال:
يُعدّ الموقع الإلكتروني هو البوابة الأولى لجمع المعلومات الخاصة بالشركة، إذ يعطيك فكرة عامة عن مجال الشركة وخدماتها، وبخاصةٍ إذا كان الموقع الإلكتروني يضم مدوّنة، فستعطيك نظرة أقرب لأخبار الشركة وتحديثاتها وجمهورها. كما يمكنك البحث في مواقع الأخبار الخاصة بمجال الشركة، فقد تعثر على أحدث الأخبار الخاصة بالشركة والأحداث الهامة بها.
تمنحك مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالشركة نظرة أوضح لشخصية الشركة، وتفاعلاتها مع العملاء، ورأي العملاء بها، وأنشطتها الأخيرة. كما تحتوي صفحة لينكد إن Linkedin الخاصة بالشركة على الكثير من المعلومات الرسمية الخاصة بها وسياساتها وتفاعلاتها. وإذا تمكّنت من الوصول إلى الحساب الخاص بأحد المسؤولين في الشركة، فستحصل على معلومات هامة متعلّقة ببيئة العمل الداخلية وطبيعة الموظفين العاملين بها.
إذا اتبعت كافة تلك الخطوات، ولم تحصل على صورة كاملة عن الشركة بعد، فلا تتردد في مراسلة الشخص الذي أرسل لك طلب مقابلة العمل، واطلب منه المعلومات التي تريدها، لن يضرّك في شيء، بل سيترك انطباع لديه بأنك مهتم بالشركة والوظيفة الشاغرة.
لن تتمكن من تقديم نفسك كمُرشَّح مثالي للوظيفة الشاغرة إذا لم تكن تفهم الوظيفة من الأساس، لذا فإن الفهم الجيّد للدور الوظيفي سيساعدك على توقّع الأسئلة التي قد تُوجَّه لك في أثناء المقابلة، وتحضير الإجابات المناسبة لها. ويتضمّن الفهم الجيّد للدور الوظيفي الإجابة على تلك الأسئلة:
والإجابة على تلك الأسئلة ليست أمرًا صعبًا، اطلع فقط على الوصف الوظيفي الذي أدرجته الشركة في نشرة التوظيف، لتتعرّف على المؤهلات والخبرات التي يبحثون عنها لهذه الوظيفة، ثم ابحث في مواقع التوظيف الأخرى عن المسمى الوظيفي المطلوب، ستجد العديد من الوظائف الشاغرة المشابهة، اطلع علي وصفها الوظيفي أيضًا لتكتسب معرفة أكثر بالوظيفة ومهامها ومتطلباتها.
يعتمد الجزء الأكبر من نجاح المقابلة الوظيفية على إثبات ملاءمتك للوظيفة ومتطلباتها، لذا فبمجرّد فهمك للشركة والدور الوظيفي الذي ترغب في الحصول عليه، ابدأ فورًا في مطابقة مهاراتك وخبراتك مع مؤهلات الوظيفة ومهامها.
تفحّص كل مهارة أو مؤهل في الوصف الوظيفي على حِدة في أثناء التحضير لمقابلة عمل، واسأل نفسك؛ هل تتوافر تلك المهارة لديَّ؟ وكيف؟ ستنقسم القائمة إلى متطلبات تتوافق معك، ومتطلبات لا تتوافق معك.
سيسألك مسؤول التوظيف خلال مقابلة العمل عن أغلب المهارات والمؤهلات الموجودة في الوصف الوظيفي، وهل تمتلكها أم لا. المتطلبات التي تتوافق معك هي نقاط قوتك، التي ستُظهِر بها مدى مناسبتك لهذه الوظيفة، أما المتطلبات التي لا تتوافق معك فهي نقاط ضعفك، التي يجب أن تحضّر خطة لكيفية استخدامها لمصلحتك في أثناء المقابلة.
مثلًا: إذا سألك مسؤول التوظيف عن أحد المؤهلات التي لا تملكها، يمكنك قول: «على الرغم من أني لا أملك تلك المهارة، إلَّا أنني بخبرتي الطويلة في ذلك المجال التي تصل إلى خمس سنوات، وبقدرتي المميزة على التعلّم بسرعة، فسأتمكّن من اتخاذ القرار الصحيح عندما أتعرض للموقف الذي يتطلّب هذه المهارة».
لن تتمكّن بالتأكيد من معرفة جميع الأسئلة التي ستوجه إليك في مقابلة العمل، إلّا أنّ هناك بعض الأسئلة الشائعة لا تخلو منها مقابلات العمل، يجب أن تخطط جيدًا إلى إجاباتها عند التحضير لمقابلة عمل، منها:
غالبًا ما يكون هذا السؤال هو الأوّل في مقابلات العمل، وهو فرصتك للتسويق لنفسك ومنح مسؤول التوظيف صورة إيجابية سريعة عنك. لذا عند التحضير لمقابلة عمل، ابدأ بصياغة قصة صادقة ومتماسكة عن حياتك المهنية، تحكي بها بداياتك وتحدياتك، ومهاراتك وخبراتك وإنجازاتك في شكل قصصي متسلسل.
مثلًا: «أنا مدير تسويق بخبرة 11 عامًا، بدأت بالتعلّم الذاتي، ثم أتيحت لي الفرصة كمتدرب في شركة …، حتى تعيّنت كمسوّق في شركة …، واجهتني حينها مشكلة …، وتغلّبت عليها بالتعلّم، حتى ترقيت إلى مدير تسويق، وعلى مدار 5 سنوات حققت إنجازات …، واكتسبت مهارات …، لكنني أبحث الآن عن تحدي جديد وفرصة جديدة معكم».
هنا تظهر أهمية التعرّف على الشركة وثقافتها، إذ يجب أن تتضمّن إجابتك الحديث عن منتجات وخدمات الشركة وثقافتها التي تتوافق مع ثقافتك وأولوياتك وطموحاتك؛ لتثبت أنك الأكثر مناسبةً لهذه الوظيفة.
فمثلًا يمكنك القول: «لقد عملت لسنوات طويلة في مجال التسويق، ولطالما كنت أبحث عن بيئة عمل توفّر المناخ الجيّد للإبداع، وهو ما وجدته في أثناء البحث عن الشركة وطريقة عملها والخدمات التي تقدّمها، لذا وجدّت أن الشركة تتوافق مع أولوياتي وأهدافي في العمل».
فكّر في مطابقة مهاراتك لمتطلبات الوظيفة التي ذكرناها من قبل، وحضّر المهارات التي تتناسب مع الوظيفة لتتحدّث عنها بالتفصيل، فمثلًا يمكنك تحضير هذه الإجابة: «لأنني خلال ثلاث سنوات من العمل، أصقلت مهاراتي في …. و…، وكنت أستخدم أداة ….. يوميًا، وحققت بها نتائج رائعة. بالإضافة إلى مهارة …».
احذر من استخدام العبارات الكلاشيهية غير المناسبة هنا مثل: «نقطة ضعفي أنني أعمل بشغف وجِد» فهذه مثلًا ليست نقطة ضعف بالتأكيد. حاول إيجاد نقطة ضعف حقيقية خلال التحضير لمقابلة العمل، ولكن عالجها واستخدمها لمصلحتك.
فمثلًا: «أنا خجول بعض الشيء، وأشعر بالتوتر عندما أحاول التحدّث أمام الناس، لذا ستجدني صامتًا في الكثير من الاجتماعات، لا لأنني لا أملك شيئًا، بل في أغلب الأحيان تكون لدي الكثير من الأفكار الجيّدة، ولكنني لا أستطيع طرحها أمام الجميع، لذا بدأت منذ عام في برنامج تدريبي على لتعلّم كيفية التحدّث أمام الناس، وأشاهد نصائح الخبراء في TED وأقرأ كتاب …».
في نهاية المقابلة الشخصية، سيسألك مسؤول التوظيف عما إذا كانت لديك أية أسئلة؟ هذه فرصتك لطرح أسئلة تجعلك تبدو مهتمًّا بالوظيفة وحريصًا عليها، مما سيثير إعجابه بالتأكيد. لذا يجب أن تحضّر بعض الأسئلة في أثناء التحضير لمقابلة العمل، التي تشمل الشركة والوظيفة وعملية التوظيف، مثل:
حضّر هذه الأسئلة لطرحها في نهاية المقابلة، بالإضافة إلى الأسئلة التي طرأت فعلًا خلال المقابلة والحوار.
الممارسة هي ما تجعل الأمر مثاليًا، لذا فإن الخطوة الأهم في أثناء التحضير لمقابلة العمل هي التدرّب على المقابلة، بدءًا من التحية حتى المغادرة، ويشمل ذلك نبرة صوتك ولغة جسدك وطريقة كلامك، يجب أن يكونوا جميعًا على نفس القدر من الثقة والاحترافية.
تدرّب أمام المرآة أو العائلة والأصدقاء، وتخيّل أنك داخل المقابلة فعلًا وابدأ في التحدّث والإجابة على الأسئلة، ولا تملّ من التكرار والتحسين، فكلما تدرّبت أكثر زادت ثقتك بنفسك واحتفظت ذاكرتك بالإجابات.
ستشعر بالتوتر خلال التحضير لمقابلة عمل هامة، هذا طبيعي، ولكن بدلًا من الاستسلام للخوف والتوتّر، حاول التخلّص منه بأحد هذه الاستراتيجيات:
عندما يتعلّق الأمر بمقابلات العمل عن بعد، فإن هناك بعض الخطوات الإضافية التي يجب التحضير لها، التي تختلف بناءً على طبيعة المقابلة:
وبعدما تنتهي من التحضير لمقابلة العمل، لا تنس أن تنام جيّدًا، وأن تمنح نفسك وقتًا للهدوء والاسترخاء قبل بدء مقابلة العمل، حتى تتمكّن من الحصول على الوظيفة.