منذ 5 أشهر
قبل إجراء أي مقابلة عمل، لا بد من التحضير الجيد لها، ويشمل هذا دراسة أسئلة المقابلات الوظيفية الشائعة، والاستعداد للإجابة عليها بكفاءة، لأنها قد تكون سبيلك الوحيد لتغدو المرشح المثالي أمام مسؤول التوظيف، وتزيد من فرص اختيارك للوظيفة. فما هي أسئلة المقابلات الوظيفية التي قد تُطرح عليك؟ وكيف تجيب عنها؟
جدول المحتويات:
أسئلة المقابلات الشخصية هي أسئلة يطرحها فريق التوظيف في الشركة، بهدف تقييم المتقدم إلى الوظيفة والوقوف على إمكانياته وقدراته المعرفية والفنية، ومدى مناسبته للوظيفة. قد تكون هذه الأسئلة عامة حول المتقدم للوظيفة أو خبراته السابقة، وتحليلية مركزة على استكشاف مدى قدرته على الإيفاء بمتطلبات الوظيفة على أكمل وجه، وقد تشتمل على أسئلة سلوكية لمعاينة ردود فعله ومدى ملائمتها بيئة العمل الداخلية.
تُعد أسئلة المقابلات الوظيفية بمنزلة الطريقة الفضلى، التي تُمكّن مسؤول التوظيف من الحصول على المعلومات التي يريدها بدقة عن المرشح للوظيفة؛ لتحديد مدى ملائمته للوظيفة المُعلن عنها. كما تمنح المرشحين فرصة للتعرف على ماهية الوظيفة وبيئة الشركة، وتساعدهم على تقديم المزيد من المعلومات عن خبراتهم، والتعمق في شرح التفاصيل المذكورة في السيرة الذاتية، ومدى استعدادهم لشغل الوظيفة الحالية وخدمتهم للشركة باحترافية.
تأتي أسئلة المقابلات الشخصية في عدة أنواع، هي؛
يطرح مسؤولي التوظيف أسئلة المقابلات الوظيفية الشخصية في بداية المقابلة الوظيفية؛ لجمع المعلومات الشخصية عنك والتعرف على هويتك، إذ تهدف عادةً إلى التعرف على مدى مناسبتك للوظيفة وثقافة المؤسسة، ومن أمثلة هذه الأسئلة:
تُطرح هذه الأسئلة لتحديد قدراتك وملائمتها للوصف الوظيفي. بالتالي تركّز على تحديد المهارات وطريقة استخدام هذه المهارات في تحقيق أهداف المؤسسة. من أمثلة هذه الأسئلة:
تُطرح هذه الأسئلة للتأكد من أن سلوكك احترافي، لتتمكن فيما بعد من حل المشكلات والتحديات التي تواجهك أثناء العمل، وضمان التواصل الفعال مع باقي الموظفين. ومن أمثلة هذه الأسئلة:
تختلف أسئلة المقابلات فيما بينها على حسب الوظيفة المتقدم لها؛ لأن القدرات والمهارات التي تحتاجها كل وظيفة تختلف عن الأخرى، ما يستوجب على مسؤول التوظيف وضع أسئلة محدّدة تخدم أنشطته التوظيفية، وتضمن له توظيف الشخص المناسب في المكان المناسب. فمثلًا؛ الأسئلة التي توجه للمبرمج تختلف عن تلك التي تطرح على مصمم الجرافيك، وعن محلل البيانات، وما إلى ذلك.
للإجابة بفاعلية على أسئلة المقابلات الوظيفية التي تُطرح عليك، لا بد من أن تسبق المقابلة عملية تجهيز كاملة للأسئلة المتوقع أن يطرحها مسؤول التوظيف. والحقيقة هي أن مسؤولي التوظيف لا يبحثون عن إجابة محدّدة، بل الكيفية التي ستجيب بها على السؤال، ما يعني أن عليك الاهتمام بتهيئة نفسك باحترافية، عبر الخطوات التالية:
الخطوة الأولى في التجهيز للإجابة على أسئلة المقابلات الوظيفية هي التعرف على الشركة وموعد تأسيسها وفترة عملها في السوق وثقافتها وهدفها ورؤيتها، حتى المنتجات والخدمات التي تقدمها. ذلك من خلال البحث في الموقع الإلكتروني للشركة وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أو حتى سؤال الموظفين السابقين عنها.
كل وظيفة يُعلن عنها تُلحق بوصف دقيق عن المهام والمسؤوليات المنوطة بالمتقدم للوظيفة، ما يستوجب عليك الاطلاع على وصف الوظيفة بدقة؛ لتكون مستعدًا للإجابة على أسئلة المقابلة الوظيفية بسهولة وثبات. في السياق نفسه ستتعرف من خلالها على المهارات التي ستُركز الأسئلة عليها لاحقًا، مع الاطلاع على الوصف الوظيفي للوظيفة ذاتها لدى الشركات الأخرى.
الإجابة بفعالية على أسئلة المقابلات الشخصية يجب أن يسبقها إعداد قوي من جانب التحدث والإلقاء الصوتي؛ لأن أغلب مسؤولي التوظيف يركزون على مخارج الحروف والثبات الانفعالي وسلوكيات المقدم للوظيفة، أو بشكلٍ آخر على الطريقة التي يُجيب عنها المقدم عن هذه الأسئلة. على سبيل المثال، عليك قراءة بعض النصوص بصوتٍ عالٍ أو متابعة بعض الفيديوهات للتحسين من إلقائك الصوتي.
الإجابات الواثقة هي مفتاح النجاح في مقابلات العمل، وإذا ما كانت ثقتك في نفسك مهزوزة، فلن تضمن تحقيق ذلك ما لم تعزز منها عبر مجموعة من التمارين، مثل التخلص من الضغوط النفسية والإجهاد والتحدث أمام المرأة أو شخص حقيقي؛ كتجربة لمقابلة وظيفية حقيقية.
بعد التجهيز الجيد لأسئلة المقابلة الوظيفية، سيأتي الدور إلى الإجابة عليها باحترافية وتوصيل مفاهيمك وقدراتك إلى مسؤولي التوظيف. ومن أبرز أسئلة المقابلات الوظيفية الشائعة:
أول سؤال يُطرح في المقابلات الشخصية، الهدف منه هو التعرف عليك وعلى خلفيتك في الوظيفة المقدم لها وإنجازاتك السابقة. الجدير بالإشارة أن مُعظم مسؤولي التوظيف عندما يطرحون هذا السؤال في المقابلة يكون هدفهم الرئيسي هو؛ استكشاف كيفية تقديمك لنفسك، وثقتك وطريقة حديثك أكثر من التعرف على معلوماتك الشخصية.
عند الإجابة على هذا النوع من الأسئلة، عليك التأكد من تناسق إجابتك مع بعضها البعض لتقديم نفسك كمرشح مثالي للوظيفة؛ عبر الحديث عن نفسك ومعلوماتك الشخصية، واهتماماتك وخبراتك ومهاراتك الحياتية ومجال دراستك، وغيرها من الجوانب التي تقضيها الوظيفة باختصار وإيجاز.
مثال على إجابة مناسبة:
«أنا محمد عملت كمسوّق بالمحتوى لمدة 5 سنوات في شركتي X وY. لدي خلفية جيدة بكتابة المحتوى والتسويق على منصات التواصل الاجتماعي، درست تخصص التسويق في جامعة X. لدي مجموعة من الإنجازات في مجال التسويق، في شركة Y ساهمت في زيادة التفاعل على حساب الشركة بنسبة 80% في 6 أشهر».
يُطرح هذا السؤال للوقوف على مدى شغفك بالوظيفة والأسباب الحقيقة التي جعلتك تتقدم إلى هذه الوظيفة. فعلى سبيل المثال؛ قد لا يكون لدى المتقدم شغف للعمل في هذه الوظيفة، لكن سبب تقدمه لها عدم عثوره على وظيفة أخرى مناسبة مثلًا، وهنا سيكون عبء على الشركة ويؤثر عليها سلبًا.
قبل للإجابة على هذا السؤال يجب أن تكون قد تعرفت على ثقافة الشركة وطبيعة الوظيفة المقدم لها، ومن ثم حدّد مدى حاجتك إلى هذه الوظيفة، وما إذا كُنت تفضل بيئة العمل أو ثقافة الشركة أو الراتب أو غيرها من الأمور. وعند الإجابة سلط الضوء على سمات الوظيفة والشركة، ومدى أهميتها لك.
مثال على إجابة مناسبة:
«تقدمت إلى وظيفة X لأني أُفضل بيئة العمل الجيدة التي توفرها الشركة، وطبيعة الوظيفة المركزة على التسويق الذي طالما كان من المهارات الرئيسية لديّ، وسأجد شغفي وأقدم أفضل ما لدي بفضل فريق العمل الاحترافي لديكم».
يُطرح هذا السؤال في مُعظم مقابلات العمل؛ لتحديد توقعاتك عن الراتب الذي ترغب في الحصول عليه من الوظيفة لمقارنته مع الميزانية المُحدّدة مُسبقًا. قبل الإجابة على هذا السؤال، ينبغي البحث جيدًا عن متوسط الرواتب للوظيفة نفسها في مواقع التوظيف وغيرها، واعتماد المتوسط كمرجع لإجابتك على هذا السؤال.
عادةً ما يطرح مسؤول التوظيف هذا السؤال في سبيل تحليل مدى صدقك وشفافيتك وملائمتك للوظيفة. وعليك الإجابة على هذا السؤال بشفافية كاملة وتقديم نقاط قوتك وضعفك مباشرةً، لأن أيّ تضليل قد يؤثر سلبيًا على أدائك وتقييمك تاليًا.
هذا السؤال من أسئلة المقابلات الوظيفية المهمة، للتعرف على سلوكياتك ومقدرتك على استكشاف التحديات المنوطة بالوظيفة، وحلها بما يساعد على تحقيق الشركة لأهدافها. لذا استعرض أبرز تحدي واجهك، وتطرق إلى الإجراءات التي قُمت بها لحل المشكلة. فمثلًا قد تكون إجابتك:
«عملت في شركة x ووجدت أن فريق العمل الذي أعمل معه ليس لديهم خبرة في التواصل الفعال بين بعضهم البعض، ولكن بعد إجراء بعض الورشات عن نظام التواصل، والتدريب على استخدام كل من البريد الإلكتروني وكتابة التقارير باحترافية تحسّن الوضع».
إذا ما كُنت قد عملت من قبل في أحد الوظائف المشابهة أو في مجال آخر، فغالبًا سيطرح عليك مسؤول التوظيف هذا السؤال؛ للتعرف على ما أنجزته سابقًا لتقييم موقعك والإنجازات التي قد تحققها بعد التوظيف. لذا إذا كان لديك أيّ إنجازات أو جوائز أو تقييمات سابقة، اذكرها على الفور.
الهدف الوظيفي هو ما تصبو إلى تحقيقه من التقدم إلى الوظيفة، ودائمًا عند الإجابة على هذا السؤال عليك أن تضع في حسبانك توافق الهدف مع رؤية الشركة دون النظر إلى الأهداف المالية الخاصة بك؛ كتحقيق الحرية المالية أو شراء سيارة أو منزل. بل يجب أن تكون الإجابة متسقة وظيفيًا، كالآتي:
«أنا محاسب مالي حديث التخرج لم يسبق لي العمل في أيّ وظيفة، أسعى للعمل معكم لكي أصبح في يوم من الأيام المحاسب المالي الأول وأضمن تحقيق أهداف الشركة المالية، وأن أصبح الأكثر إنتاجية في الشركة».
من أسئلة مقابلات العمل المهمة؛ لأن الروح المعنوية تؤثر على إنتاجية الموظف وقدرته على تحقيق أهداف الفريق، التي تكون هي جزء من الأهداف الكلية للشركة. ويجب أن تكون الإجابة على هذا السؤال صادقة، وتذكر كيف تشجع نفسك على تقديم الأفضل.
حاليًا أصبحت الأدوات والبرمجيات عنصر أساسي في أي عمل، قد تكون أدوات فنية متعلقة بالوظيفة نفسها؛ مثل أنظمة المحاسبة أو برامج إدارة العملاء وغيرها، وقد تكون أدوات ضرورية لسير العمل؛ كأدوات التواصل وإدارة المشاريع في العمل عن بعد.
لذا يُطرح مسؤول التوظيف هذا السؤال؛ للوقوف على مدى خبرتك في استخدام هذه الأدوات. وبناءً على خبراتك التقنية في استخدام أدوات الوظيفة بإمكانك الإجابة على هذا السؤال، لكن عمومًا لا بد من أن تكون الإجابة صادقة وتعكس خبرتك الحقيقة من دون المبالغة والتقليل منها.
يُطرح هذا السؤال لاستكشاف مدى رغبتك في التحسين من مهاراتك والكيفية التي ستتبعها لاستغلال وقتك؛ لتقييم القيمة المقدمة في السنوات القادمة التي تشغلها في الوظيفة. وقدرتك على التطور تماشيًا مع النمو في الشركة أو المؤسسة.
لا داعي للقلق عند الإجابة على هذا السؤال، وبخاصةٍ إذا كنت أهملت تحسين مهاراتك. فإذا لم تأخذ أيّ دورات تدريبية فمن الممكّن ذكر التجارب التي قمت بها. قد تكون الإجابة: «استفدت من الوقت الماضي في القيام ببعض المشاريع التطوعية في مجال التسويق الرقمي. وقرأت العديد من المقالات التي ساهمت في صقل معرفتي في بعض التخصصات الدقيقة».
يأتي هذا السؤال بصيغ مختلفة، مثل هل لديك أيّ سؤال؟ هل لديك استفسارات؟ ليكون فرصتك السانحة لطرح الأسئلة حول الوظيفة والشركة وبيئة العمل وغيرها. على الرغم من أنه لديك الحرية لطرح الأسئلة، لكن يُفضل طرح الأسئلة المتعلّقة بنظام العمل والوظيفة فقط دون التطرق إلى السؤال عن الرواتب والمميزات.
كما أنها فرصة حقيقية لإظهار اهتمامك بالوظيفة والشركة ورغبتك الحقيقية للعمل فيها؛ لذلك ليس من المناسب السكوت أو قول: «ليس لدي سؤال أو استفسار».
ختامًا، الإجابة على أسئلة المقابلات الشخصية باحترافية هو الفيصل لقبولك في الوظيفة أم لا. وفي ظل المنافسة الشديدة بين المقدمين، فمن الضروري تجهيز نفسك جيدًا وتوقع أيّ نوع من الأسئلة على حسب ما تقتضيه الوظيفة.