منذ 5 أشهر
سيرتك الذاتية هي اللقاء الأول بينك وبين مسؤول التوظيف، لذا فإن إظهارها صحيحة خالية من الأخطاء يعطي انطباعًا جيدًا عنك، ويزيد من فرصة توظيفك بإبراز قدراتك الوظيفية بكفاءة. على الجانب الآخر، تُرفض الكثير من طلبات التوظيف بسبب أخطاء كتابة السيرة الذاتية، والتي يمكن تجنبها بقليلٍ من الجهد والتركيز؛ للخروج بسيرة ذاتية احترافية.
يُعدّ نسيان أحد أركان السيرة الذاتية بمنزلة نقص في المعلومات عنك لدى مسؤولي التوظيف، وهو أمر له تأثير سلبي بالتأكيد. تضمين سيرتك للأركان كافة يقلل من أخطاء كتابة السيرة الذاتية، إذ يساعدك في استحضار جميع المعلومات اللازمة والداعمة لك، وهذه الأركان هي:
ليس كل من يُرفض في وظيفةٍ ما يكون غير مؤهلٍ لها، ولكن بالتأكيد مَن قُبل للوظيفة تمكّن من استخدام خبراته ومهاراته وسوّق لنفسه جيدًا حتى أقنع مسؤول التوظيف، وأولى خطوات التسويق الجيد هو خلو سيرتك من أخطاء كتابة السيرة الذاتية. فما هي هذه الأخطاء؟ وكيف تتجنبها؟
الخطأ في الكتابة الإملائية يُعدّ أحد أخطاء كتابة السيرة الذاتية الجسيمة، إذ يُعطي صورة سلبية عنك للمراجع الوظيفي، بأنك إما سيئ في الكتابة ولا تتقن اللغة المطلوبة، أو بأنك مهمل أو غير مهتم. وقد لا يؤهلك ذلك للحصول على الوظيفة إن كانت الكتابة أحد متطلباتها الأساسية، مثل وظيفة التحرير وكتابة المحتوى.
تبعًا لذلك، ركز في أثناء كتابتك للسيرة على الكتابة اللغوية الصحيحة، وقد يساعدك أيضًا قراءة سيرتك بصوت عالٍ الانتباه للأخطاء في كتابتك، كما أن الاستعانة بأحد الخبراء في التدقيق اللغوي، يضمن لك الحصول على سيرة ذاتية خالية من الأخطاء الإملائية والنحوية.
تُعدّ النُّبْذَة أول ما يقرأه مسؤول التوظيف في السير الذاتية، إذ أنها المختصر السريع للمحتوى كاملًا، وعلى أساسها يقرر إكمال القراءة أم لا. لذا اهتم أولاً بكتابة النُّبْذَة بطريقة واضحة وشاملة دون الإطالة، بألا تتعدى مئة كلمة، واحرص على ذكر الخبرات المتعلقة بالشاغر الوظيفي بشكل أساسي.
تجنب خلال كتابتك للنبذة استخدام العبارات المبتذلة وغير المباشرة، مثل: “أجيد العمل ضمن فريق وأمتلك مهارات تواصل عالية”؛ لأنها تُستخدم كثيرًا وتبدو بلا معنى دون ربطها بخبراتك، يمكنك مثلًا استبدالها بـ: “عملت ضمن فريق تفاعلي لمدة سنة في شركة (اسم الشركة) بنجاح”، فهكذا تبدو مقنعة وحقيقة أكثر.
قد يقع الكثيرون سهوًا في خطأ إضافة معلومات تواصل غير صحيحة؛ نتيجةً لتركيزهم بباقي أجزاء السيرة اعتقادًا بأنها الأهم. وربما تفقد بذلك فرصتك في التوظيف، حتى وإن كانت سيرتك الذاتية ممتازة ومناسبة للشاغر الوظيفي؛ لأنه لا يمكن التواصل معك. بناءً على هذا، تأكد من صحة وفعالية معلومات التواصل مرتين أو أكثر، وهذه المعلومات هي:
من أكبر أخطاء كتابة السيرة الذاتية هو كتابة سيرة واحدة للوظائف جميعها؛ لأنك بذلك لن تستهدف الشاغر الوظيفي بحد ذاته. لذا ابحث جيدًا في متطلبات الوظيفة التي ستقدم إليها، ثم انتقِ محتويات سيرتك الذاتية بناءً على ذلك، دون ذكر معلومات غير ضرورية لا تضيف شيئًا. فإن كنت ستقدم لوظيفة معلم مثلًا، لا داعي لذكر خبراتك ومهاراتك غير المتعلقة بمجال التعليم.
أضف على ذلك، أن نوع السيرة الذاتية يختلف حَسَبَ الهدف من إنشائها وحجم مؤهلاتك. على سبيل المثال، إن كنت حديث التخرج أو تبحث عن منحة دراسية، فركز على إنجازاتك العلمية من شهادات ودورات تعليمية، أما إن كنت تمتلك سجلًا عظيمًا في الخبرات المهنية، فركز على إبراز معرض أعمالك وخبراتك العملية.
أحد أخطاء كتابة السيرة الذاتية الشائعة هو سرد واجباتك الوظيفية دون التطرق لإنجازاتك في خانة الخبرات العملية، فمسؤول التوظيف غالبًا ما يكون على علمٍ مسبق بالواجبات، وما يهتم به حقًا هو مدى جودة عملك ومقدار التأثير الذي ستحدثه في الشركة.
من هنا ينبغي عدم تجاهل ذكر الإنجازات التي حققتها خلال تأدية مهامك الوظيفية، فبدلًا من الاكتفاء بجملة “تحسين محركات البحث لموقع الشركة” عند سرد مهامك كمسوّق إلكتروني مثلًا، ادعمها بالنتائج التي حققتها في هذا العمل؛ فتصبح: “تحسين محركات البحث لموقع الشركة، وتصديرها في بداية نتائج البحث على جوجل”، وهكذا تبدو كمحترف وتزيد من فرصة توظيفك.
عنوان بريدك الإلكتروني يعطي صورة عن مدى جديتك، لذا فإن استخدام بريد بعنوان مضحك أو باسم مستعار أو تضمين كلمات أو رموز غير مفهومة، يُعدّ أحد أخطاء كتابة السيرة الذاتية ويُعطي صورةً سلبيةً عن احترافيتك عمومًا. ننصحك باستخدام صيغة رسمية لبريدك الإلكتروني، بحيث تحتوي على اسمك واسم عائلتك، كذلك ابتعد عن مقترحات جوجل لأنها قد تكون طويلة أو تحتوي على أرقام كثيرة.
gmail.com@(اسم عائلتك)(اسمك)
وجود الفجوات في العمل الوظيفي أمر شائع، فأسباب الانقطاع كثيرة، إذ قد تستقيل من عملك لمشروع خاص أو لعمل غير متعلق بمجالك، أو لأسباب مرَضية. لكن ما يجعل الفجوات من أخطاء كتابة السيرة الذاتية هو عدم تفسيرها وترك الأمر لمسؤول التوظيف، والذي غالبًا سيأخذ الأمر بشكل سلبي، بأنك كنت خاملاً طوال فترة الانقطاع.
لذلك من الضروري ذكر أسباب الانقطاع الذي استمر عدة أشهر أو أكثر في أثناء الحديث عن الخبرات والوظائف التي شغلتها سابقًا، وإن كان هناك مهارات تعلمتها في أثناء هذه الفترة، أذكرها أيضًا؛ لتزيل أي أفكار سلبية عند مسؤول التوظيف.
قد يكون لديك تاريخ مهني كبير، لكن ذكر الخبرات والإنجازات جميعها في هذه الحالة سيجعل سيرتك الذاتية طويلة جدًا، وقد لا تستهدف الشاغر الوظيفي على وجه الخصوص. وبما أن مسؤول التوظيف لا يمتلك وقتًا لقراءة سيرتك الطويلة كاملة، فسيضطر إلى تجاهلها أو يتأثر تقييمك بالسلب. لذا اجعل سيرتك الذاتية مختصرة، ولا سيما بالوظيفة المقدم لها فقط، وتجنب جعلها أكثر من صفحتين بحجم A4.
يحتاج مسؤولي التوظيف عادةً ثماني ثوانٍ لأخذ انطباع أول عن أي سيرة ذاتية، لذلك من المهم أن تجعل مظهر سيرتك الذاتية منظمًا ومتناسقًا، حتى تشجع مسؤول التوظيف على قراءتها بدقة، وتسهل عليه الوصول إلى المعلومات ذات الصلة بالشاغر الوظيفي بشكلٍ أسرع. ولتحقيق تنسيق جذاب اتبع هذه النصائح:
وإن كنت تفتقد الخبرة في إعداد تنسيق مناسب لسيرتك الذاتية، أو ترغب بالحصول على نموذج تنسيق أكثر احترافية، يمكنك شراء أحد نماذج السيرة الجاهزة، إذ توفر لك شكلًا متناسقًا وتساعدك الخروج بسيرة ذاتية جذابة.
من أخطاء كتابة السيرة الذاتية وضع المراجع في أثناء التقديم للعمل؛ لأنها عادةً تُطلب لاحقًا وبعد القبول الأولي، لذا فإن وضعها سيتخذ مساحةً بلا فائدة، والتي كان من الممكن استخدامها لتقديم نفسك بشكل أفضل. كما أن وضعك لأحد المراجع التي لا زلت تعمل لديها في أثناء بحثك عن وظيفة جديدة، قد يضرك في وظيفتك الحالية.
ختامًا، أخطاء كتابة السيرة الذاتية كثيرة، ويمكن لأي أحد الوقوع بها، لكن بقليلٍ من المراجعة والتدقيق تستطيع تجنبها بالتأكيد. وبذلك ستتمكن من استعراض إنجازاتك ومهاراتك بأفضل طريقة، مما يزيد فرصتك في الحصول على الوظائف.